بعد انقطاع شبه طويل عن المدونه اعود وحقيبة الذاكره محملة بالمواقف والاحداث والاشخاص, اعود وحياتي لا تزال مزدحمه بتلك الاحلام التي تتكاثر لحظيا لتلون سماء ايامي, لتجعل من حياتي لوحه يزداد بها السحر والجمال في كل لحظه, ويحافط على استمراريتها وتألقها الامل.
ديسمبر …
أتى معلنا نهاية سنه مليئه بالاحداث , سنه متوتره على اصعده مختلفه, سنه اطلق عليها سنة السقوط. سقوط الرؤساء, سقوط الانظمه الدكتاتوريه, سقوط الاقنعه وسقوط الأشخاص من دائرة الثقه على الصعيد الشخصي. ديسمبر حاول بجهد واضح اصلاح ما تم تدميره خلال الاحدى عشر شهرا الماضيه, لكن الأمور حتى هذه اللحظه غير مسيطر عليها , فالشعوب لا تزال ثائره تطالب بحقوقها وتنادي لحريتها .لست مهتمه بالسياسه لكن لا يستطيع أحد المرور امام سنة 2011 دون ذكر الثورات والاحداث السياسيه والاقتصاديه التي هزت العالم كله وأثرت بالانسانيه. ابتداءا بالثوره التونسيه ثم المصريه فالليبيه واليمنيه والثوره السوريه الدمويه , احداث البحريين والوضع السياسي المتوتر في الكويت والكثير الكثير في الدول العربيه والغير عربيه. احداث كثيره لن تستطيع يا عزيزي ديسمبر ان تشفي كل هذه الجراح, ضمدها فقط فدوائها يحتاج سنوات وسنوات ليظهر مفعوله.
نعم كانت سنه غريبه بوجه عام, لكنها مميزه على الصعيد الشخصي,صحيح واجهة الكثير من الصعدات والنزلات , الكثير من الصدمات وخيبات الامل لكن بالمقابل اكتسبت الكثير من الخبرات . توسعت مداركي , تقلصت ورمت العنصريه التي يربينا عليها المجتمع منذ الصغر وعن قريب سيتم استئصالها. حاولت ان اقحم نفسي في السياسه لكن حقيقتها كانت تألمني, فعند اقترابي لسياسة الكويت فضلت الابتعاد لان الطعنه من القريب اكثر وجعا فاستهوتني سياسة الولايات المتحده لانها بعيده عني . في كل يوم من 2011 كان يتلاشى الضباب الذي يحجب رؤيتي لشخصيتي , احببتني اكثر ,حددت نقاط ضعفي, كثرت احلامي وزاد شغفي لتحقيقها . اطلقت علي لقب “انسانه تحت الصيانه” سوف اظل كذلك طوال حياتي فاقتنعت من تجاربي الأخيره بأن الانسان عباره عن ورشة افكار تتغير على الدوام, فليس هناك صوره مثاليه للانسان .
من المستجدات التي طرأت على حياتي في السنه الماضيه, تعرفي على صالونات ثقافيه كثيره بالكويت مهتمه بنشر الثقافه في جميع المجالات, فكان الصالون الثقافي “سبمبوت” ابرزها, وهناك “الجليس” لتشجيع القراءه والكتابه. اطلاعي على المسرحيات الثقافيه الشبابيه في مهرجان ايام المسرح للشباب, وحضوري اكثر من مسرحيه على المسرح الصغير في منطقة الاحمدي, اكتشاف عشقي للأدب والتاريخ والفلسفه. بذرة رواية مشتركه بيني وبين لايت متطلعين لانهاءها خلال السنه الجديده القادمه.
لا زلنا في منتصف ديسمبر, فلو هناك أي مشاريع مأجله , وعود معلقه , اهداف لم تكتمل فهذه هي فرصتكم لجعل ديسمبر شهر النهايات السعيده.
*STAR*